سورة البقرة - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أُنزل إِليك} اختلفوا فيمن نزلت على قولين.
أَحدهما: أَنها نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه، رواه الضحاك عن ابن عباس، واختاره مقاتل.
والثاني: أَنها نزلت في العرب الذي آمنوا بالنبي وبما أُنزل من قبله. رواه أبو صالح عن ابن عباس، قال المفسرون: الذي أنزل إليه، القرآن. وقال شيخنا علي بين عبيد الله: القرآن وغيره مما أُوحي إِليه.
قوله تعالى: {وما أُنزل من قبلك} يعني الكتب المتقدمة والوحي فأما {الآخرة} فهي اسم لما بعد الدنيا، وسميت آخرة، لأن الدنيا قد تقدمتها: وقيل. سميت آخرة لأنها نهاية الأمر.
قوله تعالى: {يوقنون} اليقين: ما حصلت به الثقة وثلج به الصدر، وهو أبلغ علم مكتسب.


قوله تعالى: {أولئك على هدى} أي: على رشاد. وقال ابن عباس: على نور واستقامة. قال ابن قتيبة: المفلحون: الفائزون ببقاء الأبد. وأصل الفلاح: البقاء. ويشهد لهذا قول لبيد:
نحل بلاداً كلُّها حُلَّ قبلنا *** ونرجو الفلاح بعد عادٍ وحمير
يريد: البقاء. وقال الزجاج: المفلح: الفائز بما فيه غاية صلاح حاله. قال ابن الأنباري: ومنه: حيَّ على الفلاح، معناه: هلموا إِلى سبيل الفوز ودخول الجنة.


قوله تعالى: {إِن الذين كفروا} في نزولها أربعة أقوال.
أحدها: أنها نزلت في قادة الأحزاب، قاله أبو العالية.
والثاني: أنها نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته، قاله الضحاك.
والثالث: أنها نزلت في طائفة من اليهود، ومنهم حيي بن أخطب، قاله ابن السائب.
والرابع: أنها نزلت في مشركي العرب، كأبي جهل وأبي طالب، وأبي لهب وغيرهم ممن لم يسلم.
قال مقاتل: فأما تفسيرها، فالكفر في اللغة: التغطية. تقول: كفرت الشيء إذا غطيته، فسمي الكافر كافراً، لأنه يغطي الحق.
قوله تعالى: {سواء عليهم} أي: متعادل عندهم الانذار وتركه، والانذار: إِعلام مع تخويف، وتناذر بنو فلان هذا الأمر: إذا خوفه بعضُهم بعضاً.
قال شيخنا علي بن عبيد الله: هذه الآية وردت بلفظ العموم، والمراد بها الخصوص، لأنها آذنت بأن الكافر حين إنذاره لا يؤمن، وقد آمن كثير من الكفار عند إنذارهم، ولو كانت على ظاهرها في العموم، لكان خبر الله لهم خلاف مخبره، ولذلك وجب نقلها إلى الخصوص.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8